anouaralislam

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى أنوار الإسلامي


    تفسير الربع الثاني من سورة البقرة

    avatar
    مدير الموقع
    Admin


    المساهمات : 16
    تاريخ التسجيل : 30/01/2009
    العمر : 54

    تفسير الربع الثاني من سورة البقرة Empty تفسير الربع الثاني من سورة البقرة

    مُساهمة  مدير الموقع الجمعة يناير 30, 2009 8:45 am

    معنى الآيات
    ◄لما ضرب الله فى كتابه المثل بالذباب فى قوله تعالى{ يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له .}[الحج 73] وبالعنكبوت فى قوله تعالى{ مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً . }[العنكبوت 41]
    قال أهل الضلال مستنكرين: ماذا أراد الله بذكر هذه الأشياء الخسيسة ..؟
    فرد عليهم المولى قائلاً : { إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهَُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الفَاسِقِينَ }[ 26 ] أى إن الله لا يستحيى أن يذكر لبيان الحق أي شئ، قل أو كثر، فأما الذين آمنوا: فيعلمون أن هذا هو والحق من ربهم، وأما الذين كفروا: فلا يعلمون ذلك، بل يقولون:أي فائدة في ذلك الذكر؟
    ويجيبهم المولى قائلاً: الفائدة فى ضرب المثل.. أنه يضل به كثيراً عن الحق؛ لكفرهم به، ويهدى به كثيراً من المؤمنين لتصديقهم به. وعلى كل .. فما يضل الله به إلا الفاسقين، الخارجين عن طاعته، المصرين على ذلك .
    ◄وهؤلاء الفاسقون : هم { الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ }[27] أى الذين اتصفوا: بنقص العهد مع الله، وقطع ما أمر سبحانه بوصله، والإفساد فى الأرض . هؤلاء هم الخاسرون ؛ لمصيرهم إلى النار المؤبدة عليهم .
    ◄ وبعدما كان الكلام بصيغة الغيبة التفت فخاطبهم بصيغة الحضور..{ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }[28]أى كيف تكفرون بالله وقد كنتم عدماً ، فأخرجكم إلى الوجود ، ثم يميتكم عند انتهاء آجالكم ، ثم يحييكم مرة أخرى بالبعث من القبور ، ثم إليه ترجعون بعد البعث فيجازيكم بأعمالكم ..؟
    ◄ثم أقام الحجة عليهم كذلك بدليل مما يشاهدونه فى خلق السموات والأرض .. فقال سبحانه : {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[29]أي : هو الذي خلق الأرض وما فيها جميعاً ؛ لتنتفعوا به . ثم خلق سبع سموات بعد خلق الأرض .
    وعلمه محيط بجميع ما خلق . أفلا تدركون أيها الكفار أن خالق هذه الأشياء ابتداءً ، وهى أعظم خلقاً منكم .. قادر على إعادتكم وبعثكم للحساب والجزاء حقاً أأنتم أشد خلقاً أم السماء ..؟
    ◄لما ذكر الله نعمة الخلق والإيجاد وأنه سخر للخلق ما في الأرض جميعاً .. ذكرهم ببدء خلقهم وتشريف أبيهم آدم وتكريمه: التكريم الأول: خص آدم بالخلافة
    {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }[الآية 30] أي : واذكر يا محمد ، واقصص على قومك .. وقت أن قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض جنساً هم بنو آدم ، يخلف بعضهم بعضاً ، جيلاً بعد جيل .. في تنفيذ أحكامي فيها ، وسياسة الخلق عليها .
    ◄قالت الملائكة - ليس اعتراضاً ولا حسداً - إنما استعلاماً واستفهاماً : ما الحكمة يا ربنا في خلق هؤلاء .. مع أن منهم من يفسد في الأرض بالمعاصي، ويسفك الدماء ؟
    قال ابن جزي في التسهيل: وإنما علمت الملائكة ذلك بإعلام الله إياهم بذلك، وقيل كان في الأرض جن فأفسدوا فبعث الله إليهم ملائكة فقتلتهم فقاس الملائكة بني آدم على ذلك
    قالت الملائكة إذا كان المراد عبادتك : فنحن نسبح بحمدك ونقدسك ونصلى لك ..!! أي: فنحن أولى بالاستخلاف .
    أجابهم رب العزة قائلاً: إني أعلم ما لا تعلمون من المصلحة في استخلافهم؛ حيث يكون فيهم المطيع والعاصي، ويظهر عدلي فيهم ، ويتم جزائي لهم .
    ◄ التكريم الثاني: خص آدم بعلم غزير وقفت الملائكة عاجزة عنه
    {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى المَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }[31]
    أي : وعلم الله آدم أسماء الأشياء كلها قبل وجودها . ثم عرض هذه الأشياء على الملائكة ، وقال لهم أخبروني بأسمائها إن كنتم صادقين في أنكم أحق بالخلافة من آدم وذريته .
    { قَالُوا سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ }[32] وهكذا : نزه الملائكةُ ربَّ العزة أن يعلموا شيئاً إلا ما علمهم الله تعالى إياه ، أو أن يحيط أحد بشئ من علمه إلا بما شاء سبحانه وتعالى .
    ◄ثم أظهر تعالى مزية آدم على الملائكة حيث : { قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ } [33]أي : أخبرهم يا آدم بما علمتك إياه . فسمى آدم للملائكة كل شئ باسمه ، ولما فعل آدم ذلك : { قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ }أي : ألم أقل لكم إنى.. أعلم ما غاب فى السموات والأرض ؟ وأعلم ما تظهرون من قولكم أتجعل فيها من يفسد فيها ؟ وأعلم ما تسرون من قولكم لن يخلق الله أكرم عليه منا ولا أعلم ..؟
    ◄ التكريم الثالث: أمر الملائكة بالسجود لآدم سجود تحية وتعظيم لا سجود عبادة
    { وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرِينَ } [34]أى : فسجدوا كلهم طاعة لله، وإكراماً وتحية لآدم بالانحناء، إلا إبليس .. الذى كان بينهم حيث : حسد آدم عليه السلام على ما أعطاه الله من الكرامة ، وقال أنا خير منه ثم أبى وتكبر ، وكان من الكافرين . وهنا يجب أن نذكر أن إبليس لم يكن من الملائكة طرفة عين للأدلة الآتية:
    1- الملائكة منزهون عن المعصية وإبليس قد عصى
    2- الملائكة خلقت من نور وإبليس خلق من نار فطبيعتهما مختلفة
    3- الملائكة لا ذرية لها وإبليس له ذرية { أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ }الكهف50
    4- النص الواضح الصريح على أنه من الجن{فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ}الكهف:50

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 9:52 am