anouaralislam

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى أنوار الإسلامي


    2- تفسير الربع الثاني من سورة البقرة

    avatar
    مدير الموقع
    Admin


    المساهمات : 16
    تاريخ التسجيل : 30/01/2009
    العمر : 54

    2- تفسير الربع الثاني من سورة البقرة Empty 2- تفسير الربع الثاني من سورة البقرة

    مُساهمة  مدير الموقع الجمعة يناير 30, 2009 8:46 am

    ◄{وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ }[35]وهكذا: دون إعلام لنا نحن بهذه الشجرة، ولا تدليل عليها لا من القرآن ولامن السنة الصحيحة، حيث إن علم ذلك ..إذا عُلم لم ينفع العالم به علمه، وإن جهله جاهل لم يضره جهله به كما يقول الإمام ابن كثير رحمه الله . بل العبرة هنا بما صدر عن المولى لآدم من الإباحة لنعيم الجنة ، والنهى عن القرب من هذه الشجرة ، والتهديد عند المخالفة .
    ◄وكان القرار الإلهي:{ فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ }[36] فأوقعهما الشيطان فى الزلل والخطأ بسبب هذه الشجرة ؛ حيث قال لهما ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين. ثم قال: لهما إنى لكما لمن الناصحين فأكلا منها فأخرجهما الله مما كانا فيه من نعيم الجنة.
    وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ أى : انزلوا إلى الأرض : بعض ذريتكم لبعض عدو، بسب ما يكون من ظلم بعضهم لبعض ، ولكم فى هذه الأرض قرار ، وأرزاق وآجال ، إلى وقت مقدر معين . ثم تقوم الساعة .
    { فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } [ 37 ]أى : ألهم الله تعالى آدمَ كلمات ، قالها لربه تائباً مستغفراً {قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }الأعراف23. فتقبلها الله تعالى منه، وتاب عليه، وغفر له، حيث إنه هو التواب الرحيم يقبل توبة التائبين، ويغفر الذنب للمستغفرين.
    ◄قانون التعامل
    ثم أخبر المولى عز وجل آدم وزوجه وذريتهما وإبليس.. بالقانون الذي يتم التعامل على أساسه مع الجميع ، بعد الهبوط من الجنة قائلاً : { قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }[38] أي: قلنا اهبطوا إلى الأرض جميعاً، وسأنزل لكم ما تهتدون به إلى الخير والحق، مع الأنبياء والرسل، من الكتب، والقرآن الكريم، والقدوة الحسنة في المرسلين، فمن عمل بهذا الهدى الإلهي فآمن بى، وعمل بطاعتي: فلا خوف عليهم فيما يأتي من أمور الآخرة، ولا هم يحزنون على ما فاتهم من أمور الدنيا.
    { وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }[39] أي : ومن كفر بى وكذب برسلي وكتبي وهَدْيِى : فأولئك أصحاب النار هم فيها مقيمون ، لا يموتون ، ولا يخرجون منها أبداً .
    ◄ المواجهة
    بعد كشف عداوة الشيطان، والتحذير منه تأتي مواجهة صريحة، وحملة واضحة، في كشف حقيقة نوايا اليهود، وإظهار طبائعهم، وتعرية وسائلهم، في عداء الإسلام والمسلمين على مر العصور.. .
    في الآيات التالية من الآية 40 حتى الآية 142 .. تبدأ المواجهة الأولى - حسب ترتيب المصحف الشريف - مع بني إسرائيل ، حيث يقول رب العزة : { يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ وَلاَ تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلاَ تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناًّ قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ وَلاَ تَلْبِسُوا الحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ * وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ }[40 , 41 , 42 , 43]
    وقد ورد هذا النداء يا بنى إسرائيل خمس مرات فى القرآن الكريم ، ثلاثة منها فى سورة البقرة .
    وهذا هو النداء الأول: يذكرهم المولى فيه، وذرياتهم، ويذكرنا معهم، بنعمه العديدة عليهم. ثم يطالبهم بعد هذا التذكير الإلهى بالنعمة عليهم.. بأمرين هامين :
    الأول : الوفاء بالعهد وأوفوا بعهدى أوف بعهدكم وإياى فارهبون .
    الثاني : الإيمان بالقرآن الكريم، وعلامة هذا الإيمان المطلوب، ودليل صدقهم فيه، التخلي عن ثلاثة أشياء ، والتحلي بثلاثة أشياء.
    أولاً : التخلي عن.. أن تكونوا أول من يكفر من جنسكم يا أهل الكتاب بالقرآن؛ حيث عندكم من العلم به ما ليس عند غيركم.
    ثانيا: التخلي عن إيثار الحياة الدنيا وتفضيلها وشهواتها على الإيمان بي، والتصديق برسلي، فإنها قليلة فانية.
    ثالثاً: التخلي عن.. خلطكم الحق بالباطل ، وكتمانكم الحق ، الذي تعرفونه .
    وبعد هذه التخلية من النقائص .. تأتى التحلية بالفضائل . وهى :
    التحلي .. بإقامة الصلاة .
    والتحلي .. بأداء الزكاة .
    والتحلي .. بالركوع مع الراكعين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم .
    وبهذا التحلى وذاك التخلى مع الإيمان بالله ورسله ، والوفاء بالعهد ..!! يتحقق منهم .. التذكر الحق لنعم الله عليهم وبذلك : يكونون مسلمين، بل يكونون من المتقين، المنتسبين حقاً لنبى الله إسرائيل، أى يعقوب 

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 8:15 am